Sunday, December 23, 2007

اللقاء الثاني



مارست هوايتها المفضلة ، الفرجة علي خلق الله، بطول وعرض الميدان، جذبها من ذراعها فجأة ، تسمرت في مكانها لثواني، ثم احتضن كل منهما الاخر، مع انطلاق ضحكاتهما بشكل لافت لكل رواد الميدان، لم يعرف كلا منهما كم من الوقت قد مر، كعهده دائما لامع العينين، مرح، وائق من نفسه لاقصي درجة، كل ما يقوله يجب ان يكون الصواب، مصر دائما علي استفزازها و "جر شكلها"، يستمتع بتسلط لسانها عليه، وندية علاقتهما ، كثيرا ما سألها عن رأيها في كل ما يراه مهما ، وحين يختلفا، لا يعترف انها علي حق، ولا يأخذ بنصيحتها الا بشكل مستتر، يتلذذ بدور الضحية، واشعارها بالذنب تجاهه.

ثلاثة لا يفترقوا أبدا، علي مدي سنوات، هي وهو، وصديق عربي، متفرغ للماجستير، ينهي كلا منهم اعماله ويتقابلوا في نهاية اليوم، معهد البحوث العربية، مكتبة المجلس الاعلي للصحافة ، دار الاوبرا، عرض كسارة البندق، جروبي، أبو طارق، فلوكة في النيل، المطعم تحت كوبري قصر النيل، حلواني العبد، محل أديداس في شارع طلعت حرب، حلمية الزيتون ، والمترو، لعب الكرة أمام مجمع التحرير قبل هدم حديقته المستديرة ، يبدأ في اللعب هي والصديق العربي، وهو يتهمهما بالجنون، وقلة العقل، بل يسبهما ، يضحكون، وفجأة يخلع "جاكت البدلة" و"الكرافت"، وينضم اليهما، ولا يلتفت الي رجائهما له بالتوقف بعض الوقت للراحة، متهما اياهم بالضعف، يغار حين يتقابلون دونه، أو أن يصمتا حين يأتي لمقابلتهما، مؤكدا انه يوما ما سيكون منبع أسرارها .

يغادر الصديق العربي البلاد، بعد حصوله علي الماجستير، ينشغل كلاهما بعمله، يرتبك تواصلهما، مع الحرص علي عدم تخلفهما عن اللقاء الاسبوعي لشلة ضخمة من الاصدقاء، يتفقاعلي اللقاء كما كانا سابقا، رحبا بتغير مجري العلاقة، ولما لا؟

متذمرا، مستهجنا طوال الوقت ما اسماه ب"الانفتاح الاجتماعي" لها ، مع دوران الكثيرات في فلكه، و تذبذب علاقاته ، والتساؤل معظم الوقت أصدقاء؟ أم أحباء؟ يتفقا علي الاكتفاء بالصداقة، أدعيا أنها الابقي، مع علمهما أنها تأكلت.

يظل ثمة شد وجذب، وأحيانا توتر، حتي ارتبط كلا منهما بأخرين، وكالعادة سأل عن رأيها فيها؟ ، وأصر علي الصراحة، بالتأكيد لم يعجبه رأيها ، فرد لها الصاع صاعين، معتبرا أن اختيارها شخصا اخر مفسدة، بما انه مختلف في الثقافة والجنسية ،وهي أمعانا في اغاظته أخبرته بأنها سترحل بعد أيام قليلة ، وسيكون لديها كثيرا ممن هم مختلفون عنها في الثقافة والجنسية، وليمت هو كمدا، يستهجن الفكرة، يغلق الهاتف في وجهها بعنف ، ترحل دون وداعه.


وللحديث بقية

Friday, December 14, 2007

اه يا ليل يا زمن




أكثر من عشرين عاما، لم أكن هنا، فلفحتني الذكريات وانا أصعد الدرج، مازال كما هو دون درابزين، صار أكثر ضيقا، أو ربما أنا صرت أكبر حجما، صوتها مازال يدعوني لالعب مع قطها الشيرازي سمسم، كسول، ضخم، بني وابيض، الواني المفضلة ، نلعب ، نجري علي السلم، أضايقه بخطف الاكل من أمامه، لا أهتم بتوعدات أمي لانهاء واجبات الحضانة، متخذة من "طنط زينب" وقطها حصنا

أقف أمام باب شقة الدور الاول، وقبل أن تمتد يدي للجرس، أتذكر أن "طنط زينب" انتقلت للدور الثالث ، حين حاولت عبور ذلك اللوح الخشبي بين بلكونة شقتنا، وبلكونتها المقابلة ، أثناء بناء شقة الدور الثالث، أنتابني الخوف فتراجعت ، حتي عبرته ذات يوم، فصرخت "طنط زينب" عندما رأتني فجأة خلفها في المطبخ، وباب الشقة مغلق، حرمتني يومين من اللعب مع قطها، في مقابل الا تخبر أمي بفعلتي الحمقاء.

كل ما أتذكره تجاعيد وجهها، علامة خضراء "دقة" علي ذقنها، وعلي نهايات كف يدها الأيمن، شعرها القصير الابيض، كثيرا ما تغطيه بالحناء، ملابسها السوداء المخصصة لواجب العزاء، شالها القطيفة، وصيتها لي أن أعتني بقطها، حين عدت في اول يوم دراسي في الصف الاول الابتدائي، لاجدها في السيارة مع زوجها، ملفوفة ببطانية، وارتفاع حرارتها بصورة مفاجأة، وجدتي معها في المقعد الخلفي تبكيها، فقد كانا صديقتان لا تفترقان، أمسك بيدها وأسألها الي أين؟ ترد ان لديها موعدا مهما، لا تستطيع التاخر عنه، ارجوها ان تعود سريعا لنلعب مع القط ، تحاول الابتسام، أقبل يدها، وتعدل من ياقة زي المدرسي .

أصعد للدور الثالث ببطء، مازلت أسمع بكاء أبلة عائشة، وصمت أبلة سيدة في البلكونة. تفتح لي أبلة سيدة الباب، تحتضني بشدة، يتشمم كل منا رائحة زمن مضي......

أبلة سيدة، في العشرينات، سمراء، ذات شعر ليلي قاتم طويل، ملفوفة القوام، رشيقة، تترصدها العيون حين تخطو، محظوظ من تنعم عليه بابتسامة، استحقت غيرة وحقد الاخريات بلا منازع، طلب يدها الكثيرون، مصيرهم كان الرفض ، حددت هدفها، لا زواج دون حب أولا، عكس عائشة التي قبلت بأول عريس، تقدم لها، وافقت علي كل شروطه، لا عمل، لا خروج دون حجاب، تطورت الي لا زيارة للأهل، مرة واحدة في العام تكفي ، حتي تلاشت زياراتها.

أدخل الي صالة الشقة، أختفي الكرسي الفوتيه القديم، ذو اللون البني، بجوار راديو خشبي ضخم، و "طنط زينب" تحمل سمسم تداعبه، وتغني مع اسمهان "يا اللي هواك شاغل بالي"، ..حل محله صالون، لا أتذكر ملامحه الان، لم أعطي نفسي فرصة للتجوال داخل الشقة أكتفيت بالشرح لابلة سيدة، عن سبب زيارتي، التقاط صورة لبلكونة شقتنا من زواية بلكونتها، اندهشت، لم أرد الاستفاضة، فكل دقيقة تمر في رأسي جبال من الذكريات.

أدخل البلكونة، حاملة الكاميرا ، أتذكر ، لم تعد "طنط زينب" من المستشفي في ذلك اليوم، بكيتها، رغم أني ابدا لا أبكي الاموات ،تزوج رفيقها بعد ذكري الاربعين، لم أرحب قط بعروسه، التي قاربتها في السن، لم اهتم بمحاولاتها التحدث عبر البلكونة، صرعت في وجهها الباب ذات مرة، عاتبني زوجها صرعته ثانية في وجهه.

أندهشت ذات صباح، حين وجدت البلكونة المقابلة لنا مفتوحة، فهي مغلقة منذ سنوات، فقد توفي الاب، وتزوجت البنات ، هاجر محمد الابن الاصغر الي دول النفط، وتوفي بها ، دون أن يري طفله الاخير.

الاحظ الهم والحزن علي وجه أبلة سيدة، أسألها بخجل ماذا بها؟ تزوجت أبلة سيدة بمن أحبت، أتذكر سنيما دوللي، التمشية علي الكورنيش، والذرة المشوي، شارع شريف والمحلات، فقد كنت معها .

طلقها الان ، من أجل من هي أصغرو أجمل، فقد تخطت الاربعين، واربعة أبناء، أصغرهم توأم ، تعذر دخولهم المدرسة هذا العام، ولولا شقة العائلة لما وجدت مكان يأويهم جميعا. قصت لي عن شهامة مالك المنزل وعرفانا منه للعشرة ترك لها الشقة دون مقابل شهري، وتصدي لارملة أخيها،التي حاولت الاستيلاء علي الشقة رغم عدم احتياجها لها ، و مازالت أبلة سيدة تبحث عن عمل.

يشدني من يدي أحد التوأم، محاولا أن يريني ما خطه في كراس، متسألا ممكن تصوريني؟
:(

Saturday, December 1, 2007

فوضي زمن الحواتم


" ليس هناك أخطر من النص "الانطباعي" لوصف فيلم يراه كاتب النص في ذهنه. كثيرا ما يكون هذا النص مغلقا وجاهزا" ، انعدمت فرصة شخصياته في التطور، وهو ما انطبق الي حد ما في نص فيلم "هي فوضي"، فجاء الفيلم كثوب جميل ملئ بالثقوب.

من الجائز أن تصنع فيلما من خبر بسيط في صحيفة، حادث تصادم، أو انتحار سجين داخل زنزانته . لماذا؟ هنا تكون الاجابة في صورة حركة مدهشة، تفاعل، فيلم...فالحدث ضمن الخبر، وعلي المخرج اكتشاف معني الخبر، ومنه يبني موضوع فيلمه، نجح المخرج في اكتشاف معني لاخبار التعذيب والاعتقال، واستبداد السلطة، التي تمارسها الشرطة ضد المواطن، لكنه لم ينجح في بناء موضوع قوي قادر علي مناقشة اشكاليات العلاقة، فاكتفي في بداية الفيلم بصراعين متوازيين، أحدهما غير منطقي، تمثل في علاقة وكيل النيابة الشاب "شريف" بأبنة أحد رجال الاعمال "سلفيا"، وعدم ترحيب أم الشاب "هالة صدقي / وداد" بتلك العلاقة، يوازيه صراع اخر بين "حاتم" أمين الشرطة و "نور" جارته التي ترفض محاولاته للتقرب اليها، يستمر هذا الوضع قائم بلا تطور حتي منتصف الفترة الزمنية للفيلم، مسهبا في عرض مشاهد تحرش وتلصص "حاتم" علي جارته، واظهار استبداده وطمعه، و فساده وانحرافه، داخل وخارج القسم، وكذلك التمادي في اظهار انحراف "سلفيا" مع تنميط تقليدي لطبقة اجتماعية معينة، وينتهي هذا الصراع بانتهاء العلاقة ، وتبدأ مرحلة تانية من فيلم كان يمكن قطع مشاهد مرحلته الاولي كلها ف المونتاج والاكتفاء بالمرحلة التانية، التي ابتعدت عن المط والتطويل، والاسهاب، وكان كاتب السيناريو قرر العودة فجأة لمبادئ كتابة السيناريو، وسأل نفسه عند كتابة كل شوت أو مشهد، مجموعة من الاسئلة
من عينة، ماذا يفيد؟ أو هل غياب هذا المشهد سيؤثر في الفيلم؟

- لفت نظري من بداية الفيلم اضاءة مشاهد "حاتم" خالد صالح الداخلية ، فقد اتسمت بالظلامية والغموض أحيانا، نظرا لبناء الشخصية القائم علي الاحساس بالضعف ، والوحدة، والعنف، وقهر الاخرين، علي العكس منها المشاهد الخارجية التي كان معظمها في الشارع، وسط الناس، وهو ما يعطيه احساس بالقوة ، والسيادة.

- اتسمت معظم شخصيات الفيلم بالثبات، وعدم التطور، ف "نور" من بداية الفيلم و حتي نهايته تقاوم وتحارب شخصية "حاتم"، ولم تتطور اشكال مقاومتها، وكذلك شخصية وكيل النيابة فمن بداية الفيلم وهو يعمل علي تنفيذ القانون، وعدم الخضوع لنفوذ السلطة التنفيذية "الشرطة"، وهو ما لم يتغير حتي النهاية، و كذلك أمه "وداد"، علي العكس تطورت شخصية "أم نور" بشكل خاطف لم يستغله السيناريو، فقد حاولت تطوير مقاومتها ل "حاتم" فاتجهت الي أحد المرشحين لانتخابات البرلمان، ثم حاولت ضربه بعد اغتصابه لابنتها، يليها تطور جماهير الشارع الذي يأتي في مشهد النهاية
.



-نجح احمد فؤاد سليم في تمثيل شخصية المأمور "الطرطور" الذي لا يعرف ما يدور حوله ، و يهفو الي الترقية، مصغيا لكل ما يلقي به "حاتم" من نصائح واخبار، علي العكس منه، فلتت خيوط شخصية ضابط الشرطة "عمرو عبد الجليل" فقد اتسمت شخصيته بالضعف حتي عند محاولته تمثيل دور المستبد، حتي أصابني الذهول، من خوفه وأصابته بالذعر، من سماع طلقات رصاص وكيل النيابة، ضابط شرطة يخشي طلقات الرصاص !! في مشهد تفتيشه عن الزنزانة السرية، وظهوره في دور الخاضع لنفوذ السلطة القضائية، ممثلة في وكيل النيابة، وهو ما أدي الي طرح احد المتفرجين في المقعد الخلفي سؤاله العبقري "هو مين اللي أعلي من مين؟". دليل علي انعدام التكامل بين السلطتين.

- كان من مفاجاءات الفيلم دور "ماهر عصام" رغم مساحته القصيرة، فقد حاول بشكل خاطف الخروج من تيمة شخصية المدمن أو "الصايع" ، الذي سبق ان وضع في قالبها بأعمال سابقة ، الي شخصية "اللص المثقف" ، التي ظهرت في مشهد سرقة اللوحة الفنية من قسم الشرطة.
ظهر الجهد المبذول في شخصية "وكيل النيابة" رغم شهرة الممثل يوسف الشريف، ببرود الاعصاب، والهدؤ القاتل.

- ربما من ثقوب السيناريو بعض الحبكات غير المتقنة بدرجة عالية، مثل حبكة اختطاف "حاتم" "نور" ثم اغتصابها لاحقا، الزمان في المشهد ، نهارا، يوم شم النسيم، وعلي النيل، بل تطوع السيناريو لتعرية الحبكة أكثر وأكثر، في وجود كثير من المشاهدين لمشهد الاختطاف بوضع منديل به مادة مخدرة علي انف الضحية ، وحوار المختطف مع احدي الشخصيات "كومبارس متكلم" و تأكيد "حاتم" علي انها زوجته.

- خضع كاتب السيناريو لقاعدة "تعاطف الجمهور وابتزاز عواطفه، لصالح البطل"، فكان تبريره لتجبر واستبداد "حاتم" بأنه تربي يتيما وتلطم في بيوت الاقارب، وغيره ، وكأن كل أمين شرطة أو ضابط مستبد هو في الاصل مريض نفسي، عاش طفوله معذبة، (كان فاضل بس يتقال انه كان بيحب يخنق القطط)
ومر بالحرمان!!

- اتسم بناء بعض الشخصيات بالنقص أو التنميط من عينة حوار هالة فاخر"أم نور" مع "نور" عندما تسألها هل تحب ؟ وعند الاجابة بنعم، تفرح الام بشدة، ثم تحتضنها، وهو ما يتناقض في الغالب مع بناء الخلفية الاجتماعية لشخصيتين من الفئات الوسطي ."casting "

يظهر الخطأ نفسه بشكل فادح، في اختيار وكيل النيابة لفتاة أحلامه "سلفيا" في بداية الفيلم ، فتاة ، ثرية، ابنة لرجل اعمال موضع شك، بشكل نمطي جدا، بداية من مشهد تقديمها في الفيلم، نزولها من السيارة ، وتركيز الكاميرا علي سيقانها، والميني جيب، وطريقة سيرها من الخلف، وغيره، تلاه بنفس المنطق في كل مشاهدها بلا استثناء، تنميط لشخصية فتيات طبقة اجتماعية معينة ووصمها بالانحلال، وهو ما ينطبق ايضا علي والدها، كل هذا مجتمعا يتناقض مع شخصية وكيل النيابة الذي ينتمي الي الطبقة المتوسطة، التي تعتبر أكثر محافظة من طبقة اجتماعية أعلي ، ربما وجد السيناريو ضرورة التعويض عن ذلك في شخصية رفض "وداد" للعلاقة كلها، متذرعة بأن الفتاة مدمنة سابقة، وهو ما يتناقض أيضا مع الشخصية المنفتحة التي تم تقديم الام بها في بداية الفيلم!!

- الحوار في أي فيلم شر لابد منه، يمكن الاستغناء عنه بالتعبير من خلال الصورة، الا انه في "هي فوضي" كان شرا مقصودا، فقد أغفل أن الافعال تفصح عن حقيقتها أكثر من الكلمات، واسهب في كثير من الجمل الاسمية التي كان من السهل تجنبها والاكتفاء بالصورة، من اسخف جمل الحوار في الفيلم، في مشهد النهاية، عندما يسقط "حاتم " منتحرا، يسأله المأمور بكل سذاجه " أنت بتعيط ليه دلوقتي؟ مش أنت اللي عملت كدا في نفسك؟ " ....(رحمتك يا رب )

- تركت بعض المشاهد علامات استفهام دون اجابة، منها امتلاك "حاتم" لما يشبه ورشة صغيرة لصناعة المفاتيح داخل شقته، وكأن بيت أمين الشرطة سوبر ماركت يشتمل علي كل شئ من الابرة للصاروخ . مشهد اخر يبدأ بدخول "حاتم" الي أحد الاسطح، فيجد شابا يقوم بمعاكسة جارته، نفهم بعد ذلك أنه العسكري الذي تحت قيادته، نفس السطح في المشهدين التاليين، نجد عائلة العسكري "بشندي" أمه وجدته يسكنون بنفس السطح، في نهاية الفيلم وأثناء مطاردة العساكر لحاتم" للقبض عليه، نكتشف أن السطح نفسه هو سطح قسم شرطة "شبرا" !!!!!!

- من المشاهد الاخري، هذا الكم من الاجساد الضخمة والعارية، الراقصة والسعيدة طوال الوقت، لمجموعة كبيرة من السيدات داخل غرفة حجز، لا تدل علي انها غرفة حجز نهائيا، اللهم خلوها من الاثاث، ووجودها داخل بدروم قسم الشرطة!!

- اما النهاية ، ربما كان ختامها مسك، ممثلا في ثورة الجماهير علي الظلم والاستبداد، ومهاجمتهم للقسم، أو وصول "نور" لاحد شهود واقعة اغتصابها، الا ان تخلص السيناريست من بطله الاوحد في الفيلم "حاتم" من خلال انتحاره افسد النهاية، مثل بعض الافلام الاخري التي تجد دائما الحل السحري لفخ النهاية في الموت ، مثل موت شخصية كل من "الارهابي"، و "المثلي جنسيا" في عمارة يعقوبيان ، وكأنه استكثر علي مشاهديه أن يخضع "حاتم" للمحاكمة عما اقترفه، فيهبط بسقف التعاطف معه في بداية الفيلم .


اخيرا، لعب خالد صالح دور عمره، بصوته، افيهاته، تعبيرات وجهه، ومشاهده من البداية حتي النهاية اتسمت بالقوة والتماسك والسلاسة، كالسهل الممتنع ،ومن اهم مشاهده، مشهد سرقة ملابس "نور" وشمها بحثا عن رائحتها، أما اعظم مشاهده، مشهد ذهابه الي كنيسة سانتا تريز، لعمل حجاب محبة، وحين يخبره القس بأنه لا يمكنه تنفيذ رغبته، يرد "حاتم" بكل ثقة وعنجهية، أنه لن يكون هناك احتفالات بالكنيسة هذا العام، مؤكدا طوال الفيلم علي أن "اللي مالهوش خير في حاتم مالهوش خير في مصر".

ملحوظة:
دا اللي فاكراه من مشاهدة الفيلم،كان في حاجات تانية بس فعلا مش فاكرة،

وكمان في نقاط كتيرة من النقط اللي فاتت هي نتاج مناقشة بعد الفيلم مع مخرج سنيمائي صديق.