Tuesday, January 29, 2008

عن العضو العامل


صدرت رواية عضو عامل
للكاتب ماهر عبد الرحمن
التي تحكي عن قصة حياة محترف ثوري
مجنون عمر اهله ما كانوا يحلموا انه يدخل الجامعة

هتعجبكم

Wednesday, January 2, 2008

اتنين ..ابدا مش واحد



يصلها منه اول ايميل بعد ستة أشهر، يعتذر ويتأسف ويعتذر، ويخبرها علي استحياء ان توقعاتها صحيحة بشأن
فتاته، ترد بمرح مستفز، فيه شبهة الاحساس بالانتصار، يرد علي ردها بتحذير من السخرية والمرح الزائد ، يسألها عن الحياة هناك؟ مع من تعيش؟ أين تعمل؟ تجاوب دون تصنع، فقد تعلمت هناك أن تكون علي طبيعتها، وليذهب العالم نحو الجحيم، يعلن عصيانه علي أقامتها في بلد الخواجات، داخل شقة يسكنها كثيرا من الذكور، لا تهتم بالرد أو بمراسلته، يمر عام، ونصف عام.يسقط منها في الزحام ، يمر عاما اخر، وبضع شهور، يخبرها صديق انه قابله صدفة، لا تندهش، ولا تستنكر، لا شئ البتة.

تمر أياما قليلة، تتجه نحو الميدان الواسع ، فقد اتفقت مع صديق علي اللقاء، أمام جروبي، ينقسم وقتها بين النظر في الساعة ، والفرجة علي الناس، حتي تاهت في الميدان ، وفجأة يجذبها من ذراعها .
يتبادلون الاسئلة، والاخبار ثم أرقام التليفونات، وان يتقابلا في اليوم التالي.
يؤجل ثم يؤجل ،ثم يؤكد علي الموعد.
لماذا يخشي مقابلتها ثانية؟
يجلس متوترا علي كرسيه، ضلت كلمات النادل طريقها الي اذنيه، يخفي توتره، باشعال سيجاره، تتقاطع نظراته بين الساعة، والموبيل، رغم أنه ما يزال هناك وقت علي موعدهما، وهي بالتأكيد لن تضل طريقها، فهي من اختارت المكان، كثيرا ما تحسم هي الاختيارات.

أخيرا يراها تبحث بعينيها عنه ضمن رواد المقهي ، يقف، يلوح بيديه حتي تراه، يجلسان.. يمدح تسريحة شعرها، تواجهه انها لم تغيرها منذ سنوات، يذكرها انه كان اطول بالماضي، يحاول تجاهل علبة سجائرها، ويسأل عن أخبار صديقهما العربي، عملها القديم، والجديد، وما بينهما، تنطلق في الحكي دون توقف، تتذكر أيامهما الاولي، وتتجاهل نهايتها، يذكرها بلعب الكرة ، تذكره ب "البدلة" و"الكرافت"، وتلمح لغروره، يحكي لها عن حواء في حياته الماضية، يندهش من حياتها دون أدم .. مع كل جملة يؤكد لها انها تغيرت، تحملق في انتظار اجابة، شكلا أم موضوعا؟ للأفضل أم للأسواء؟ تصر انها كما كانت، ربما صارت أكثر عملية ، لكنها لم تتغير تماما.. يعاود سيرته الاولي بالشرح، علي اعتبار انها لا تفهم، يتمادي في نديته، يكيل لها ضربات ما تحت الحزام، تقيم هي حائط الصد القديم، لتدافع عن رأيها ، يتحول اللقاء لساحة حرب، يستسلم تحت وطأة ضرباتها المتوالية، يجفف عرقه الوهمي، يغير مجري الحديث.

يحكي لها عن لقائهما السابق ، أنه لم يكن مصادفة، فقد تقابل مع صديق ، وعرف منه أنها في الميدان، فأخذ الطريق جريا ، ليفاجئها ، علي أن يأتي الصديق بسيارته لاحقا، تبتسم ملء شفتيها، يسألها هل تذكرته يوما؟ تراوغ بأنها لا تنسي الاصدقاء، يحملق مكذبا، تضحك ..فيراها لحظة مناسبة لسؤالها لماذا أكتفيا في السابق بصداقتهما؟ ، أو هكذا أدعيا، ترد أن هذا لم يشغلها ، تدعي انها دائما تنظر الي الامام، وليس الي الماضي...

يصيبه الارتباك حين تنشغل عنه بالحديث مع صديق لها مر مصادفة، يشرد مع توالي الاشخاص حولها، يدقق النظر في الدائرة المحيطة بها، تبتسم له بين الحين والاخر، تنعم عليه بالتفاتة أثناء تنقل نظرها بين صديق واخر..يشعل سيجاره...تضيع كلماته بفعل الزحام، يشير لها بأنه سيتصل بها فيما بعد، تهز رأسها ، تواصل الامساك بزمام الدائر.. يغادر.. يبتعد عن المقهي
.. يلتفت نحو الحلقة.. تلمحه..يبتسم ...تلوح له .
:)