Tuesday, May 13, 2008

قطيفة سودا


كثيرا ما كنت أقتحم ما أسميه أنا "مجلس العقلاء" تهكما علي مجلس القبيلة لمناقشة شيئا

ما،أقتحمه متذرعة بوجود جدتي، وأجلس بجوارها متمسحة بجلبابها الاسود القطيفة،


كقط ضال، سرعان ما تربت هي عليه بيدها الصلبة المعروقة، و تتابع بعينيها ما يردده

الرجال،فكانوا يتحدثون، ويصمتون أحيانا بأشارة منها، فكم أستمتعت بذلك ، منتبهة لكل

ما تقوله هي، متمنيةأن أصبح مثلها يوما، لكن ليس في هذا المجلس، أو هذه السن،
-
فأنا مقتنعة أنني سأقف عند سن "مارلين مونرو" – وحين شببت قليلا حاولت أن القي

بالكلمات مثلهم، فأثارهذا غضب البعض، واستحسنته هي، ودعتني لان اكمل ما

أريد أن أقوله، فتصاعدغضب الغاضبين، وصمت البعض الاخر، وتبادلوا النظرات

، ولمحت في عينيها هي نظرةالانتصار، والزهو، وبعد انتهاء المجلس، نبهتني

انها لم تتفق مع ما اقول ولكنهاأدعت حتي لا تأكلني السباع، محذرة انها

المرة الاخيرة التي أتدخل فيما لا يعنيني، لكنها سرعان ما تخلت عن رأيها

هذا في بعض المرات، التيأدعيت انا فيها التأدب و الاصرار، حتي أصبح تواجدي

معهم والادلاء برأي أمرامستساغا، وأي شئ أفعله خارجه أصبح امرا عاديا

، وهو ما خلق كثيرا من الحقد والغيرة لدي أخريات، وحاولت

بعض الاخريات التذرع بي لتحصل علي ما تريد، حتي انتهي المجلس من بيتنا

مرة والي الابد، فقد توفت الجدة، فلم أعد أنا اهتم، لكن لم استطع أن أخفي فرحي،

حين سأل عني البعض، وارسلوا في طلبي، توالت الاعتذارات بذرائع شتي
، فلم تكن هي هناك
.