لي أصدقاء كثيرون، لكن معارفي أكثر، وان شعر الجميع انهم سواسية في علاقتي بهم، محاولة قدر اﻻمكان الي الاصغاء لهم، في الشكوي والفرح، فقد تدربت بمرور الزمن علي الاصغاء، ربما لحبي المستتر للحكي، ربما هي احدي محاولاتي أن أبدو مثالية، متشبثة بقيم قد عفي عليها الزمن. ربما هو عجز مني، ولا يوجد لدي ما يمكن أن اقدمه للصديق، وأن حيرني دائما الوقوع بين شقي رحي ما تفرضه الصداقة من مشاركة واهتمام متبادل، وبين ضرورة احترام حدود الحياة الخاصة للصديق، وعدم ترحيبي باقتحام خصوصيته، فلا أخذ منه أكثر مما يعطيني من اهتمام، ولا أصغي الا لما يقوله بارادته، دون تقليل من اهتمامي به، فلا أميل الي الالحاح عليه، أو استنطاقه، وهو ما اعتبره من أشكال الابتزاز، و عدم الامانة... أريدها صداقة حرة دون قيود، فان أراد الحديث عن همه سيجدني..وان ارادة مشاركتي فرحه سيجدني..وان عصفت به الحياة سيجدني دون أن يبحث عني.. فأنا أبنة أصدقائي (المقربين) حسب تعبير أمي، عندما اشتكتني لصديق من قلة اتصالاتي أثناء اقامتي بالخارج، فكان الصديق كثيرا ما يطمئنها عن أخباري، فقد كنت اتصل به اسبوعيا.
لا ادعي اني ايضا لا التزم بالقواعد التي وضعتها لعلاقتي بأصدقائي، فأنا أحبهم جميعا ولكني لا أميل الي ترديد ذلك علي مسامعهم، كما اني كثيرا ما اكون بطيئة في تواصلي معهم، طالما هم بخير حال، وأحيانا ما يؤنبني صديق علي انقطاعي في الاتصال به، وتكاسلي عن لقائه.
أخيرا أصدقائي وعملي هم علاقتي بالحياة، فقد اثبتت تجربتي الشخصية أنه اذا توافر لدي اصدقاء مثل اصدقائي، وعمل احبه يمكنني فعل الكثير في الحياة، متخطية بهم كثيرا من الصعاب. فأنا من اختار الاصدقاء، واحيانا العمل، وبالتالي هم قدري الذي اخترته بنفسي، وليس ما فرض علي، وكثيرا ما يكون اصدقائي وعملي هم سبب سعادتي أو تعاستي. لكل اصدقائي اعتز بكم لدرجة تخجلني عن ترديد ذلك لكم في كلمات عل أفعالي تستطيع.
:)