Wednesday, January 2, 2008

اتنين ..ابدا مش واحد



يصلها منه اول ايميل بعد ستة أشهر، يعتذر ويتأسف ويعتذر، ويخبرها علي استحياء ان توقعاتها صحيحة بشأن
فتاته، ترد بمرح مستفز، فيه شبهة الاحساس بالانتصار، يرد علي ردها بتحذير من السخرية والمرح الزائد ، يسألها عن الحياة هناك؟ مع من تعيش؟ أين تعمل؟ تجاوب دون تصنع، فقد تعلمت هناك أن تكون علي طبيعتها، وليذهب العالم نحو الجحيم، يعلن عصيانه علي أقامتها في بلد الخواجات، داخل شقة يسكنها كثيرا من الذكور، لا تهتم بالرد أو بمراسلته، يمر عام، ونصف عام.يسقط منها في الزحام ، يمر عاما اخر، وبضع شهور، يخبرها صديق انه قابله صدفة، لا تندهش، ولا تستنكر، لا شئ البتة.

تمر أياما قليلة، تتجه نحو الميدان الواسع ، فقد اتفقت مع صديق علي اللقاء، أمام جروبي، ينقسم وقتها بين النظر في الساعة ، والفرجة علي الناس، حتي تاهت في الميدان ، وفجأة يجذبها من ذراعها .
يتبادلون الاسئلة، والاخبار ثم أرقام التليفونات، وان يتقابلا في اليوم التالي.
يؤجل ثم يؤجل ،ثم يؤكد علي الموعد.
لماذا يخشي مقابلتها ثانية؟
يجلس متوترا علي كرسيه، ضلت كلمات النادل طريقها الي اذنيه، يخفي توتره، باشعال سيجاره، تتقاطع نظراته بين الساعة، والموبيل، رغم أنه ما يزال هناك وقت علي موعدهما، وهي بالتأكيد لن تضل طريقها، فهي من اختارت المكان، كثيرا ما تحسم هي الاختيارات.

أخيرا يراها تبحث بعينيها عنه ضمن رواد المقهي ، يقف، يلوح بيديه حتي تراه، يجلسان.. يمدح تسريحة شعرها، تواجهه انها لم تغيرها منذ سنوات، يذكرها انه كان اطول بالماضي، يحاول تجاهل علبة سجائرها، ويسأل عن أخبار صديقهما العربي، عملها القديم، والجديد، وما بينهما، تنطلق في الحكي دون توقف، تتذكر أيامهما الاولي، وتتجاهل نهايتها، يذكرها بلعب الكرة ، تذكره ب "البدلة" و"الكرافت"، وتلمح لغروره، يحكي لها عن حواء في حياته الماضية، يندهش من حياتها دون أدم .. مع كل جملة يؤكد لها انها تغيرت، تحملق في انتظار اجابة، شكلا أم موضوعا؟ للأفضل أم للأسواء؟ تصر انها كما كانت، ربما صارت أكثر عملية ، لكنها لم تتغير تماما.. يعاود سيرته الاولي بالشرح، علي اعتبار انها لا تفهم، يتمادي في نديته، يكيل لها ضربات ما تحت الحزام، تقيم هي حائط الصد القديم، لتدافع عن رأيها ، يتحول اللقاء لساحة حرب، يستسلم تحت وطأة ضرباتها المتوالية، يجفف عرقه الوهمي، يغير مجري الحديث.

يحكي لها عن لقائهما السابق ، أنه لم يكن مصادفة، فقد تقابل مع صديق ، وعرف منه أنها في الميدان، فأخذ الطريق جريا ، ليفاجئها ، علي أن يأتي الصديق بسيارته لاحقا، تبتسم ملء شفتيها، يسألها هل تذكرته يوما؟ تراوغ بأنها لا تنسي الاصدقاء، يحملق مكذبا، تضحك ..فيراها لحظة مناسبة لسؤالها لماذا أكتفيا في السابق بصداقتهما؟ ، أو هكذا أدعيا، ترد أن هذا لم يشغلها ، تدعي انها دائما تنظر الي الامام، وليس الي الماضي...

يصيبه الارتباك حين تنشغل عنه بالحديث مع صديق لها مر مصادفة، يشرد مع توالي الاشخاص حولها، يدقق النظر في الدائرة المحيطة بها، تبتسم له بين الحين والاخر، تنعم عليه بالتفاتة أثناء تنقل نظرها بين صديق واخر..يشعل سيجاره...تضيع كلماته بفعل الزحام، يشير لها بأنه سيتصل بها فيما بعد، تهز رأسها ، تواصل الامساك بزمام الدائر.. يغادر.. يبتعد عن المقهي
.. يلتفت نحو الحلقة.. تلمحه..يبتسم ...تلوح له .
:)

10 comments:

Gid-Do - جدو said...

حبيبتى راندا

وحشانى جدا ـ عنوان البوست معبر جدا اتنين .. ابدا مش واحد ـــ ودة عكس المحبين اللى المفرض انهم يكونوا الاتنين فى واحد ـ

الحب اساسه الثقة المتبادلة مش الغيرة المرضية ـ حسب مافهمتة من الحدوتة انها كانت اكتر نضجا ومعرفة بمعنى الحب منه لانه الحب كان فى نظرة امتلاك ودة يخنق الحب ـ تحياتى

karakib said...

هي تحب الابطال فتكتب عنهم
هؤلاء الذين نعشقهم لا نستطيع الا ان نتحدث عنهم طوال الوقت محاولين نفي تهمة الحب التي لم يتهمنا احد بها
هي تحبه .. فتكتب عنه ... ربما
هي تحبهم فتكتب عنهم .. ربما و لكن كيف استطاعت ان تلحظ كل هذة التفصيلات البديعة و ان تتمادي في الملاحظة لدرجة التحليل
استمتعت بالبوست ده .. ينفع اوي يكون قصة قصيرة
او رواية
حسب اختيار الكاتبه

Ayyam said...

حلوه القصه ياراند وكأنك بتتكلمى عن أشياء حدثت بالفعل..برضو عجبنى أن الحديث دار فى جروبى " هو لسه موجود؟" ...المهم أعتقد أولاً أن هناك فرق جغرافى بينهم لأن اللى بيتعامل مع الناس فى الغرب ربما يوزن الشرقيين بميزان تانى. الشء الأخر أعتقد ان بطل القصه غير ناضج فى تعامله مع الطرف الأخر فالحب لا يأتى لمجرد المفاتن واللبس الأنيق أو حتى المناصب "طبعاً بإستثناء أيطاليا..هاها" ...هناك أشياء تبقى ولاتقل مع الأيام مهما زادت التجاعيد وضعف الجسد!...الشء بقه اللى يخلى الواحد ينط فى زماره رقبتك أنتى ليه خليتى بطلا القصه دخاخنيه يعنى بس ياراندا هوه البلد ناقصه غوفار...
منتظر خناقتك فى أقرب وقت بس من غير السجاير!

مروة الزارع said...

قصة رائعة

اول زيارة ليكى

مش هتكون الاخيرة

تحياتى

ذو النون المصري said...

ازيك يا زنزانه
عملتي ايه بعد راس السنه
كنت مستني انك تكتبي عن رؤيتك لهذا اليوم و ما تم فيه من لقاءات
.............
كل سنه و انتي طيبه

BeLiEvEr said...

إيه ده إيه ده!!!
ده واضح إن أنا فاتنى كتير
:-)
هيه مش الزنزانة كانت مليانة أخبار غعتصامات و أضرابات و كده
أرجع الاقيها أتغيرت؟
سبحان من له الدوام
:-)

على العموم ، كل سنة و انتى طيبة يا رندا (على كل المناسبات اللى فاتت بقى)
:-)

بوست جمبل جدا جدا على فكرة، و بصراحة مش حاجة غريبة عليكى
تحياتى ليكى

Anonymous said...

hey:
this is my new blog address
http://egyptiangirl-81.blogspot.com

hope 2 see u there
chao

محمود الدوح said...

جميلة جدا
مش عارف لية انا حاسس انهم محبوش بعض خالص خالص

Anonymous said...

I didn't find the feels as stated may be I'm not human but I live

RTS said...

Yes really 2