وفقاً لتقديرات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، شكل سكان الحواضر في مصر خلال عام 2010 حوالي 40 مليون نسمة، أي نصف مجموع سكان البلاد البالغ عددهم 80 مليون نسمة. ويتوقع البرنامج أن يرتفع معدل التمدين بحلول عام 2025 إلى 59 بالمائة (أي 57 مليون نسمة من أصل مجموع السكان المتوقع أن يبلغ 96 مليون نسمة).
في دراستها "خطوط الفقر في القاهرة الكبري- تقليل الفقر وتشويه" ، والموجز عنها الذي نشر في مايو الماضي، رأت سارة صبري، من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، أن تقديرات الحكومة والبنك الدولي لمستويات الفقر بين سكان الحواضر في مصر مضللة "وأقل من الواقع بشكل كبير للغاية". وأضافت، استناداً إلى الأبحاث التي أجرتها من أجل دراستها الصادرة في مايو 2009، أن "فقراء المدن أكثر انتشاراً مما هو معتقد بشكل عام. فسكان المناطق العشوائية في تزايد سواء من حيث الأرقام المطلقة أو من حيث النسبة مقارنة ببقية سكان مدينة القاهرة".
وأوضحت سارة أن هناك الكثير من الجدل حول أساليب قياس الفقر على الصعيد العالمي بشكل عام وعلى صعيد مصر بشكل خاص لأن هذه المقاييس دائمة التغير وكثيراً ما تكون غير موضوعية وتميل لتطبيق معيار واحد يصلح للجميع، مثل العيش على أقل من دولار واحد في اليوم.
وأشارت إلى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية أدت إلى النظرة المقللة من الفقر في المناطق الحضرية في مصر المتركز بشكل كبير في العاصمة، وهي :"محدودية التعريف الحكومي للمناطق الحضرية" داخل الحدود المستمرة في التوسع لمحافظات القاهرة الخمس؛ استمرار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في تقليل عد سكان الأحياء العشوائية الفقيرة بالقاهرة الكبرى نظراً للصعوبات اللوجستية والأمنية المرتبطة بمسح الأحياء الفقيرة الكبيرة؛ ولأن التكلفة الحقيقية للمواد الغذائية الأساسية والمواد غير الغذائية والخدمات العامة لسكان الأحياء الفقيرة أعلى بكثير من المعترف به عموماً "وبالتأكيد أعلى بكثير من التكاليف المفترضة لخطوط الفقر".
ووجدت الدراسة أنه بالنسبة للكثير من سكان الأحياء العشوائية الكبرى الثمانية الموجودة في القاهرة، لا يزال التعليم ضعيفاً ومعدلات سوء التغذية مرتفعة والظروف الصحية "تبعث على الأسى في كثير من الأحيان بسبب نقص فرص الحصول على الخدمات الأساسية". وأشارت إلى أن أساليب قياس الفقر الحالية تقيس تكلفة الاستهلاك اليومي الأدنى للسعرات الحرارية فقط ولا تهتم بما إذا كان الطعام مغذياً أم لا.
وجاء في الدراسة أن "مدى أنتشار سوء التغذية في المناطق الحضرية في مصر مؤكد من خلال تقديرات مسح 2005 الذي أفاد بأن حوالي 16 بالمائة من الأطفال يعانون من نقص الوزن. وهذا يوضح أن نسبة سوء التغذية بين الأطفال (16 بالمائة) أعلى بكثير من معدل فقر الدخل المسجل في المناطق الحضرية (5 بالمائة)".
واقترحت سارة في دراستها استخدام قياس للفقر يذهب إلى أبعد من الدخل وحده ليشمل الأبعاد العديدة للرفاه، مثل جودة السكن وإمكانية الوصول إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية ونوعية عمل السكان. كما طالبت أيضاً بإجراء مسوحات أكثر شمولية لأحياء القاهرة العشوائية من أجل التأكد من حقيقة مستوى الفقر داخلها.
وأشارت الدراسة التي أعدتها سارة إلى أن خطر التقليل من الفقر الحضري يتمثل في عدم تمكين صناع القرار من معالجة القضايا التي تواجه هذا النمو السريع للسكان وتوفير التمويل اللازم.
لقراءة الدراسة بالانجليزية أضغط
لقراءة الموجز عنها أضغط
لقراءة باقي الموضوع أضغط
No comments:
Post a Comment