توضيحرغم ان أي فلوس في مقابل أي عمل شريف، هي وسيلة لحفظ كرامة الانسان ، الا ان اندهشت من قرار وزارة القوي العاملة بتصدير خادمات مصريات للسعودية، لكن بعد دقائق افتكرت حكمة صديق عزيز رددتها كتير وهي اننا فعلا بنعيش عصر الانحطاط في كل شئ، لكن فعلا اندهشت اكتر لما الموضوع عدي كدة، ولا كأنه حصل، عادي ce la vie ، مسمعتش أي حاجة من أي حد، ولا منظمات حقوق انسان، ولا حقوق مرأة، ولا حتي اهتمام من برامج تدعي تواجدها لرصد قضايا الشارع ، رغم اعتراضي وتحفظي علي كل وسائلنا الاعلامية،بما انها بتاعة الحكومة او علي الاقل ماشية في ديلها، كنت ناوية اعمل بوست مسخرة بتاع تهييس ، بما اني من امبابة، واللي بيشتغل كتير من ستاتها في الزمالك ومصر الجديدة كشغالات، لكن فعلا مقدرتش ، مش هقول زي اللى كتبوا ف الموضوع ان يا فضيحتنا بقي بعد تصدير الدكاترة والمهندسين نصدر شغالات، لا حتي دى انا مش معاها، بما انها واضح فيها النظرة الاستعلائية لخادمات المنازل، وداخلة في حيز المنظرة والجعجعة لمكانة مصر البطيخية في المنطقة، بما ان اصلا مفيش مكانة من بدري، لكن كل وجهة نظري هل فعلا ان المصريين وقعوا للدرجة دي، ان حتى بعد الخدمة جوا هيطلعوا للخدمة برا، مش كفاية اصلا اللي بيحصل لخادمات المنازل في الداخل لما هنصدرهم؟
مش هتكلم من ناحية انهم ستات غلابة هيتعمل فيهم اللي ميتعملش لما يروحوا ع السعودية، لانهم من زمان اصلا بيسافروا، واللي بيجري عليهم بيجري علي العمالة المصرية في الخارج ، لكن السؤال هل فعلا احتضان وزارة القوي العاملة للفكرة والقرار معناها ان دا هيكون خاضع لمعايير تضمن لهم كرامتهن الانسانية وكافة حقوقهن؟
خصوصا ان الاتفاق ولا فيه تأمين اجتماعي، ولا صحي، ولا أي حاجة خالص غير ان المرتب لكل شغالة 800 ريال، دا طبعا بما انها هتاكل من بواقي المطبخ، وتحوش القرشين، وتبعتهم لباقي الفقريين اللي ف مصر، واللي دولتهم مسؤولة عن وضعهم المخجل دا، وان 55% من المصريين وقعوا تحت خط الفقر، ويا عالم كام في الميه علي الخط نفسه، وكام علي حركرك الخط، وبما ان مفيش ولاول مرة في السعودية محرم مسافر مع الخدامة (رغم اعتراضي اصلا علي فكرة محرم) يعني الشغالة لازم تبقي علي كيف الزبون، والزبون دايما علي حق.
يعني احوال العمالة المصرية زفت، ومن ضمنهم الستات، وأحوال خادمات المنازل في مصر اصلا هباب، وكل يوم حادثة تعذيب لخدامة الفنانة فلانة، دا غير طبعا اللي مش بيتعرف من حوادث، طالما ان الشغالة رضيت بشروط الذل والعبودية ف منزل المخدومين، يا تري الكوكتيل دا بتاع أحوال برا زفت، واحول جوا هباب اكتر ممكن يقي ايه لما خدامتنا المصونات يروحوا يشتغلوا؟ رغم ان عارفة مفدما ان حالهم مش هيفرق كتير عن احوال اللي سبقوهم، هو بس الدولة حبت تتتجمل وتقنن الحكاية بما ان من الاساس في ستات مصريات بيسافروا للخدمة في دول الخليج عموما، تقننه بما انها هتقبض المعلوم، واظن ان طالما وزارة القوي العاملة في الموضوع، يبقي مش بعيد انها تنقل موظفات المصانع اللي شغالين اضرابات الي مشروع الخادمات المصريات في السعودية، ويمكن تتوسع والبلية تلعب ويبقي الخليج كله، طالما ان الستات الموظفات ومن اشهرهم عاملات المنصورة- أسبانيا عاملين صداع للوزارة لانهم مش ساكتين وبيطالبوا بحقوقهم .
عمار يا مصر
